بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرحبا بكم في كن داعيا الى الله اينما حللت

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم



اما بعد



حياكم الله وبياكم وجعل الجنه مثوانا ومثواكم حياكم الله في مدونتي المتواضع التي اسال الله العلي العظيم ان يجعلها خالصه لوجهه الكريم وينفع بها الاسلام والمسلمين







الثلاثاء، يناير 25، 2011

ابتعد عن كل ما يُحزن .. للشيخ/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم



قال الشيخ العلامة ابن عثيمين :
[ كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، ولهذا أيضا أصول منها: أن الله سبحانه وتعالى قال


: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله ) ، والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء ، ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا ، لا ؛ المراد : أن نبتعد عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم

: ( لا يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه ) ؛ فكل ما يجلب الحزنللإنسان فهو منهي عنه ,
ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان , وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ، ويتوضأ


ويصلي , كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض , ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ، فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني: استراحوا ، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن

والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى :
( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) ،
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ، سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة .
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل : ((اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها))وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ،
لماذا ؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية


, فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع ، فاعلم أنك ستتعب ويفو تك خير كثير].




المصــدر :


شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع).

ملكات.. في ركب العفيفات

ملكات.. في ركب العفيفات




فوزية الخليوي

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة



هن نساء اجتمعت لهن صفاتُ "الكمال الدنيوية" كسلطة في المال.. .وشهرة في جمال... .. .. ولكن بفضل من الله استطعن كبت أنفسهنّ عن الشهوات...وقاومنّ حُبّ الذات!

في عِفة فطرية,بفطرة عفوية!!

زهدن في الدنيا وشهواتها ..وفضّلن الآخرة بملذاتها.

فاطمة ابنه رسول البشرية جمعاء, ومن دانت له القبائل والعشائر!! بشرها بأنها سيدة نساء العالمين فى الجنة, كانت تتثنى حياءً اذا خرجت , وبمنزلها قرًِت ,سألها زوجها على ابن ابى طالب رضي الله عنه : ما هو خير للنساء ؟

قالت: ان لايرين الرجال ولا يرونهن!!

ثم إنها جعلت هذا الأمر نبراساً لها فى حياتها , ومثالاً بعد مماتها, وبلغ من عفتها ان استدعت بأسماء بنت عُميس, وأفضت لها بما يجول فى خاطرِها, ويشغل باِلها!

وقالت : أنى استقبحت ما يصنع بالنساء ان يطرح على المرأة ثوب يصفها !!!

فدلتها أسماء على فعل الحبشة, حيث دعت بجرائد رطبه فحنتها , ثم طرحت عليها ثوباً!! فاطمئنّ بالها,وسكن خاطرها, وقالت: ما أحسن هذا وأجمله, فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلى , ولا يدخل علىّ أحداً!!

فكانت بحق تستحق ان تكون سيدة للنساء لأنها سادت نفسها عن فضول الدنيا ولم تأبه بها, بل كان أقصى ما يشغل بالها ليس الخروج منها فقط, بل ان تخرج بستر وحشمة بعيداً عن أعين الفضلاء ....


من الخَفِراتِ البيضِ لم تَدْرِِ ما الخنا *** ولم تُلْفَ يوماً بعد هجعتِها تَسْري

ولا سمعُوا من سائرِ الناس مثلَها *** ولا برزَتْ في يوم أَضحى ولا فطرِ


أما ميسون بنت بحدل ذات الجمال الباهر والحسن الظاهر.. , عندما دخل عليها زوجها معاوية بن ابى سفيان زعيم الدولة الأموية ومعه خادم خصي؟ فجزعت, وقالت: من هذا ؟ فقال : انه خصيّ!!

فقالت: والله ما كانت الُمثـّله لِتحلُ له ما حرّم الله عليه!! وأبت ان يدخل عليها!!

وليس موقفها هذا وليد الساعة, بل هو مبدأ اتخذته, وديدن اتبعته ! فها هي مع كثرة الخدم والجواري, والنعيم والترف الذى ترفل فيه , وخاصة أنهم فى الشام قد جاوروا الروم الحضارة العظمى!!تعتزُ ببداوتها, وتفتخر بحجابهاَ, وتقول ::


لبيت تخفِق الأرواحُ فـيه ِ *** أحبُّ إليّ من قصرٍ مشـيدِ

ولبُس عباءةٍ وتقرُّ عيــنيِ *** أحبُّ الىّ من لبِس الشُفوفِ

وآكل كسيرة من كِسر بيتيِ *** أحبُّ الىّ من أكلِ الرغيــفِ


أما ابنة مروان الحمار وهو آخر الخلفاء الأمويين فقد فرت مع أبيها عند سقوط دولتهم من دمشق ومعه بعض أهله ورجاله, حتى وصلوا الى صعيد مصر حيث قتل هناك ! وكانوا طوال تلك الرحلة يتخفون عن الأنظار, ويسيرون حفاة الأقدام , فكان احد المرافقين مع والدها يحكى متعجباً منها فقال : والله! طوال الرحلة مع ما عانيناه من جوع..

وتعب وخوف وكانت الدماء تسيل من إقدامها.. فو الله ما سمعت لها صوتاً أو أنها شكتّ أو أنّت! أو بكتّ !!(تاريخ دمشق) أما زبيدة سليلهُ الخلفاء , وحفيدة العظماء, فقد عفت سمعها عن الخنا , والمعازف , فكان ُيسمع من قصرها دوىّ كدوى النحل من تلاوة القران, حيث أحصى ما فيه فبلغ ألف جاريه كلهن حافظات للقران!!



زوجة الخليفة العباسي عند غزو التتار لبغداد, واستيلائهم عليها!! والمآسي التي حصلت فيها, بداية بقتل خليفتها وابناؤة, وحاشيته, ظلما وعدوانا!!

حيث كانت فجيعتها مضاعفه!! ففقدت زوجها وأبناؤها وبلدها؟!! ولم يتبق الا هي وجواريها!!

فلم تلهها هذه الفاجعة ان تحتفظ بما تبقى لها من شرف عفتها ..وقد طاش عقلها, واستطار صوابها!! عندما دخل عليها هولاكو قصرها, وطلبها ليواقعها!! فشرعت تقدم له التحف والجواهر, وأصناف النفائس, تشغله عما يرومه, فلما علمت تصميمه على ما عزم, اتفقت مع جاريه لها على مكيدة , فأعطتها سيف الخليفة, وقالت: سأريه أنى سأجربه بك؟! وأنا إذ ذاك أقول لك, افعلي هذا أنت بى!! فإذا ضربتينى فليكن الضرب بكل قواك على نفس المقتل !! وعندما حضر هولاكو, بدأت بحيلتها, فضربتها الجارية ضربه قدتها نصفين, وماتت رحمها الله وما ألمت بعار, ولا جعلت فراش ابن عم رسول الله فراشًا للكفار. (طبقات الشافعية ج8) امرأة عربية كانت عند بعض القرشيين, ودخل عليها خصي لزوجها, وهى واضعة خمارها فحلقت رأسها وقالت : ما كان ليصحبنى شعرٌ نظر اليه غير ذي محرم !! (عيون الأخبار4/87 ) .



فوزيه منيع الخليوى

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية.

من :



الاثنين، يناير 24، 2011

يا صاحب الهم

{ يا صاحب الهم .. !
من لك غير الله يجبر كسرك؟!
ومن لك غير الله يبدد أشجانك وأحزانك؟!
ومن لك غير الله يؤنسك من الوحشة ويعيد إليك ما فقدت من النعمة؟!
من لك غير الله إذا دفعت عن الأبواب إلا بابه؟!
ومن لك غير الله إذا صرفت وخاب الرجاء فيمن سواه إلا رجاءه؟!
من لك غير الله ؟! أعز مطلوب وأشرف مرغوب..






يا صاحب الهم


عبد الرحمن بن عبد الله السحيم





حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ساحات أقوام
وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين
حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن
وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع
وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده

قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة !
وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق !

فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح
بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً
وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن
وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه

فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ
ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر

إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال

وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال عليه الصلاة والسلام : من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّج كَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين . رواه ابن ماجه .
قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما .
وقال مجاهد : كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً .
وقال قتادة : هو مُنْتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .

ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس
وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية
وليجأروا إلى الله بالدعاء

ومِن جُوده وكرمه سبحانه وتعالى أن هيأ لِعباده أسباب النجاة
وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات
وجَعَل له نَفَحَات ، وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات

ففي الحديث : افعلوا الخير دَهركم ، وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يَستر عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتكم . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان . وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسناده رجاله رجال الصحيح ، غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة .

وهو سبحانه وتعالى يُخاطِب عباده كل ليلة ، فيقول :
هل من سائل يُعطى ؟ هل من داعٍ يُستجاب له ؟ هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَر له ؟ حتى ينفجر الصبح . كما في صحيح مسلم .

وروى محارب بن دثار عن عمّه أنه كان يأتي المسجد في السحر ، ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ، فسمعه يقول : اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ، ودعوتني فأجَبْتُ ، وهذا سحر فاغفر لي . فسئل ابن مسعود عن ذلك ، فقال : إن يعقوب عليه الصلاة والسلام أخَّرَ الدعاء لِبَنِيه إلى السَّحَر ، فقال : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) .

فيا صاحب الهـمّ ..

اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب
وأن مع العُسر يُسْرا

يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله

وأصدق منه وأبلَغ قوله عليه الصلاة والسلام : واعلم أنّ في الصبر على ما تَكْرَه خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ، وأن مع العسر يُسرا . رواه الإمام أحمد .

ويا صاحب الهـمّ ..



لا تَغْفَل عن القرآن

ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ، ناصيتي بِيَدِك ، ماضٍ فيّ حُكمك ، عَدْلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله هَمّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا . فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . رواه الإمام أحمد .

ويا صاحب الهـمّ ..


لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به = فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحة الْمَرَضُ

ويا صاحب الهـمّ ..


اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير
ففي الحديث : ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم .

ويا صاحب الهـمّ ..
الهـمّ رِفعة في درجاتك
روى الإمام أحمد من طريق محمد بن خالد عن أبيه عن جده - وكان لِجَدِّه صُحْبَة - أنه خَرَج زائرا لِرَجُلٍ من إخوانه ، فبلغه شكاته . قال : فَدَخَل عليه ، فقال : أتيتك زائراً عائداً ومبشراً . قال : كيف جمعت هذا كله ؟ قال : خَرَجْتُ وأنا أريد زيارتك ، فبلغتني شَكَاتُك ، فكانت عِيادة ، وأبَشِّرُك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه .

يا صاحب الهـمّ ..

ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟!

المغامسي من عظّم الله في قلبه سخر الله له خلقه

أكثر نصيحة مؤثرة سمعتها من الشيخ صالح المغامسي

رسالة إلى كل من يخشى الله وتهمه الصلاة!!!

بسم الله الرحمن الرحيم



يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون .....



رسالة إلى كل من يخشى الله وتهمه الصلاة!!!



قال تعالى: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"



روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأىطيراًيخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى الطبيب يبكي ويقول: يا رسول الله، إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله، فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي



والله الذي لا إله إلا هو، إن هذا هو حال الآلاف منا هذه الأيام فإن انشغالنا بالدينا يلهينا عن التركيز في صلاتنا

-------------------------------------------



وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول:



إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة، فقيل له: كيف ذلك؟



فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها صدقت يا أبا هريرة فإن منا من يصلي في أوقات العمل كتأدية واجب لازم وينهي صلاته وهو لم يخشع لله مرة في كل سجداته



-------------------------------------------



ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:



إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة!!!



قيل: كيف يا أمير المؤمنين؟



قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.

-------------------------------------------



ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:



يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون،



وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان!!!



فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا؟؟

-------------------------------------------



ويقول الإمام الغزالي رحمه الله:



إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا،

سئل كيف ذلك؟؟ فقال: يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا



فأي سجدة هذه؟؟؟

-------------------------------------------



النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))



فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟؟؟



وهل اشتقت مرة أن تعود سريعاً إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟؟؟



وهل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟

-------------------------------------------



وانظر إلى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه مع الصلاة!!!



كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله:



يا رسول الله أنت لا تنام؟؟؟



فيقول لها ((مضى زمن النوم))



ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها،،،



ثم يستأذنها قائلا: ((دعيني أتعبد لربي))



فتقول: والله إني لأحب قربك... ولكني أؤثر هواك



ويقول الصحابة: كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي



أزيز كأزيز المرجل من البكاء!!!



فهذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له



والشفيع يوم القيامة،



فكيف حالنا نحن وقد أثقل كاهلنا



ما أثقله من الذنوب والمعاصي

-------------------------------------------



وقالوا... لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت: (يموت الآن) من كثرة خشوعه!!!

-------------------------------------------



وهذا عروة بن الزبير ((واستمع لهذه)) إبن السيدة أسماء



أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم،،،



أصاب رجله داء الأكلة فقيل له: لا بد من قطع قدمك



حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله،،،



ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك.



فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟؟؟



والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته!!!



فقالوا: نسقيك المنقد مخدر؟



فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم،



فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك،



فقال: أنا أعينكم على نفسي،



قالوا: لا تطيق،



قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك



وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد،



فإذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون!!!



فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار



فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول:



لا إله إلا الله، رضيت بالله رباً، وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً ورسولا،



حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها،



وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائماً لله...



فقال له أحد الصحابة: يا عروة... أبشر جزء من جسدك سبقك إلى الجنة،



فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء.



ياالله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين



آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا



وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة إرتعش واصفر لونه فإذا سئل عن ذلك قال: أتدرون



بين يدي من أقوم الآن؟؟؟



وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال:



الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها،،،



وحملتها أنا



وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك؟؟؟



قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة،،، وأتخيل الكعبة أمام عيني،،، والصراط تحت قدمي،،، والجنة عن يميني والنار عن شمالي،،، وملك الموت ورائي،،،



وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة،



فأكبّر الله بتعظيم،،، وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع،،،



وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته،،،



ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا؟؟؟



يقول سبحانه وتعالى:



"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"



يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لم يكن بين إسلامنا



وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات،،،



فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا...



فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول:



ألم تسمع قول الله تعالى:



ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله...



فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية؟؟؟



اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك

هناك من امة محمد من اقتدى بايوب عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=""" سبحان الله من جد المقطع يهون همومك التاااااااااافه
الحمد الله الذي عافنا مما بلى وفضلنا على كثير من عباده تفضييييييلا <



شوف عم محمد وصبره نسال الله ان يحسن ختامه وان يتقبله فى الصابرين



http://www.youtube.com/watch_popup?v...vq=large#t=296

ما حَجَبه الله عَنـــا كان أعظم

{ ما حَجَبه الله عَنـــا كان أعظم . !‎ ~
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:

يحكى عن رجل خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين
وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة ،

وكان الرجل دائما ما يردد قول ما حجبه الله عنا كان أعظم وبينما هما يسيران في طريقهما ؛

كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل : ما حجبه الله عنا كان أعظم

فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق , وبعد مدة كُسرت قدم الرجل
فما عاد يقدر على حمل شيء .. وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال
ما حجبه الله عنا كان أعظم فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره
وانطلقا يكملان مسيرهما . .
وفي الطريق لدغت أفعى الابن ، فوقع على الأرض وهو يتألم ، فقال الرجل

ما حجبه الله عنا كان أعظم وهنا غضب الابن وقال لأبيه أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟

وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة
فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها. فنظر الرجل لابنه
وقال له:
انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك
اليوم ولأصابنا ما هو أعظم وكنا مع من هلك . . !

:
/




فعلاً :
قد يحدث لكِ في خضم الحياه , امور قد تكرهينها , و تضايقكِ وتجعلكِ تنظرين للحياه
بـ منظار أسو و و و د !
سواءً كـان هم , او مرض أو ضيق أو فراق أو تأخير في رزق أوأي أمر تطلبينه ..
لكن كوني على ثقة بمن خلقكِ أن كل مايحدث لكِ الان , ماهو إلا خير ورحمه
ولـ حكمه كبييييره , من الحكيم العليم ؛ خلفها منحَه عظيمه

فــ إبتسمي ,
^_^
وأشكري الله على النعم الكثيره التي بين يديكِ وعليكِ بيومك الذي [ أنتِ فيه ]
أشغليه بما ينفعكِ وإرضي ربك

الأحد، يناير 23، 2011

الشكوى لله

الدكتور عبدالمحسن الأحمد وموقف عجيب مع ابنه في البقالة

لعله خير قصة طريفة للشيخين مازن السرساوى ومحمود المصرى

قصة طريفة للدكتور عبد المحسن الأحمد .

ماذا تحتسبين في الدعوة إلى الله

ماذا تحتسبين في الدعوة إلى الله ؟
بقلم / أ. هناء الصنيع .



هل فكرت يوما أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟ أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحيانا, ( فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد؛ لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها ، فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها.

كيف تصبحين (دليل خير) ؟ الأمر سهل جدا إنك ـ ياعزيزتي ـ ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، والأشرطة, والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، وتوزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، وتناصرين أهل الخير بأقوالك ,وأفعالك ,وتدلين على أماكن الخير؛كأماكن تحفيظ القرآن الكريم النسائية، والمراكز الصيفية الجيدة ,وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، وبلسانك، ونحو ذلك.

هنا ستجدين نفسك (دليل خير) ,وداعية إلى الله ,ولكن يا إلهي!هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله؟ هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!فهي كثيرة جدا ,ولكن حسبي أن أقول لك : إن ما تقومين به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات:-

1/ أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم ؛فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك ـ بإذن الله ـ مثل أجور أعمـالهم التي كــان لك الفضل ـ بعد الله ـ في دلالتهم عليها؛فما أسعدك أيتها الداعية المخلصة بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص.

2/ أجر الدعوة إلى الهدى ،عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رواه مسلم ،وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.

3/ ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحبين أن يصلي الله وملائكته عليك؟ فصلاة الله على العبد: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى, وصلاة الملائكة : الدعاء له, وليس هذا فحسب ؛فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير) .رواه الترمذي وقال : حسن صحيح

4/ ثواب الأمر بالمعروف ,والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلماتك ,وأفعالك أيتها الداعية,وما يترتب عليه من حصولك على الفلاح ,وهو جماع الخير, وقال الله تعالى :{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [آل عمران:104]

5/ ثواب الكلمة الطيبة ,ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاَ يرفعه الله بها درجات), ولقد ورد في فتح الباري : ( والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب الله بها الرضوان هي التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يُفرج عنه كربة،أو ينصر بها مظلوما ) , وقال د. عبدالله الحسن : ( فكيف بالكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنه الكرب بدعوتهم إلى إقامة الشرع، وكيف بعبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية، فكيف بما يحقق المصالح الأخروية ؟ وعلى الأدنى يقاس الأعلى، وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم ؟

6/ أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم). صحيح

7/ احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوابها أعظم , فما ظنك بالدعوة إلى الله؟

8/ أن يعطيك الله علم ما لم تعلميه ؛لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي, والمطالعة المكثفة للكتب, بالإضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة, وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشر بالناس ,وقد ترد عليك منهم الأسئلة ,والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ,ومن ثم يزداد علمك ويتسع ووذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

9/ زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه،وحفظا له من النسيان ؛لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.

10/ أنت بحاجة يومية لانشراح الصدر ,والرضا عن النفس ،ونشاطك الدعوي سيحقق لك ذلك الإحساس؛ لأنك تعملين ,وتنتجين ,والنفس تسعد ,والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئــا.

11/ بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: ( نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها) رواه الترمذي , فبلغي, واحتسبي.

12/ ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال( بلغوا عني ولو آية). رواه البخاري

قال ابن القيم رحمه الله : " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء ,وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه ".

13/ أن تحصل لك التزكية من الله تعالى :{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33] ,والنفس يعجبها الثناء من الناس؛ فكيف إذا أتاك الثناء من رب الناس؟

14/ طاعة لله سبحانه ؛لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين قال تعالى :{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125] , وأنت مأجورة على الطاعة.

15/ ثواب حمل هم الدعوة إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ـ حتى الشوكة يشاكها ـ إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري, وهم الدعوة ثقيل ،ولكنه رائع ؛ لأنه يدفعك إلى التفكير ثم العمل؛ فيكون هذا الهم سببا في استغلالك للحظات عمرك السريعة بأعمال أجرها كبير.

بخلاف من لا تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومهـا مثل أمسها لا جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إلا جبالاً من ثقافة الملابس , والأثاث, والمكياج ,وغيره.

بالتأكيد ـ عزيزتي ـ لا أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الأحزان ويشل حركته ويؤثر على عبادته؛ بل الذي أريده منك هو " الهم الإيجابي" الذي يدفع إلى العمل,والهم الذي يجعلك تدعين للمسلمين,وتنفقين, وتتبنين قضاياهم, وتعملين من أجلهم تتفاعلين مع أحداث الساحة, وتنتجين, وإن حمـل هـم المسلمين عبـادة تتقربين بها إلى الله فيجب ألا تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الأخرى.

16/ احتسبي نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان؛ لأن الهدف واحد، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج:40], وابشري بالنصر ,والعزة.

17/ ثواب قضـاء حاجة المسلمين ,وتفريج الكربة عنهم ،وذلك بتعليمهم أمور دينهم ,ورفع الجهل عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة). رواه البخاري

وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟ وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟ فكوني لها داعية صابرة محتسبة للأجور العظيمة.

18/ ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني, ونفسي,وبدني, ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) رواه الترمذي وقال:حسن صحيح, فابشري بالخير, والنصر,والفرج, واليسر!

19/ احتسبي إبراء الذمة أمام الله.

20/ ابتغاء أن يحفظك الله في الشدة كما حفظته في الرخاء؛ لذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ( احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد, فانشطي أيام العافية والسلامة في الأعمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك.

21/ أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقينه من جهل العامة وأذى المخالفين، قال الله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}. [الإنسان:12]

22/ أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2] ؛لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الأرض .

23/ ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، وأن تحوزي على معيته الخاصة سبحانه عندما تحسنين وتتقنين في الدعوة إليه فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.[العنكبوت:69]

24/ ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟ وعن جسمك فيما أبليته؟ وعن مالك فـيم أنفقتــه؟

25/ احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك.

26/ احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي, فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك, وصديقاتك ,وغيرهم سيتأثرون بنشاطك الدعوي ,وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ,ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية.

27/ احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله عينيك ,أذنيك, لسانك, يديك, قدميك,واحتسبي أن تسخير عقلك ,وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم والله يحب الشاكرين.

28/ ثباتاً لك واعتباراً بالآخرين؛ لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها,ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات,كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات .

النهي عن وصل صلاة بصلاة؛ حتى يخرج أو يتكلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






النهي عن وصل صلاة بصلاة؛ حتى يخرج أو يتكلم
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

الحديث:
1131- عَنْ عُمَر بْنُ عَطَاءِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ؛ يَسْأَلُهُ عَنْ شَىْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِى الصَّلاَةِ؛ فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ فِى الْمَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ قُمْتُ فِى مَقَامِى؛ فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَىَّ؛ فَقَالَ: "لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ، إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاَةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ؛ أَنْ لاَ تُوصَلَ صَلاَةٌ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الشَّرْحُ:
هذا الحديث الذي ذكره -رحمه الله- في استحباب الفصل بين الفرض والسنة، حديث معاوية -رضي الله عنه-؛ أنه رأى رجلاً صلى الجمعة، ثم قام فصلى –يعني: السنة-؛ فدعاه معاوية، وأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ألا تُوصَلَ صلاة بصلاة؛ حتى نخرج أو نتكلم.

فمثلاً: إذا صليت الظهر، الظهر لها راتبة بعدها، وأردت أن تصلي الراتبة؛ لا تُصَلِّ في مكانك؛ قُم في محل آخر، أو اخرج إلى بيتك؛ وهو أفضل، أو على الأقل تكلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن توصل صلاة بصلاة؛ حتى يخرج الإنسان أو يتكلم؛ ولهذا قال العلماء: "يسن الفصل بين الفرض وسنته بكلام أو انتقال من موضعه، والحكمة من ذلك ألا يوصل الفرض بالنفل، فليكن الفرض وحده، والنفل وحده؛ حتى لا يختلط" هكذا قال أهل العلم -رحمهم الله-. والله الموفق.
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
شرح رياض الصالحين
كتاب: الفضائل.
باب: باب استحباب جعل النوافل في البيت؛ سواء الراتبة وغيرها،
والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة، أو الفصل بينهما بكلام.

على قدر ماتعطي القرآن عبد المحسن الأحمد موعظة رائعة

يستخفون من الناس..! الشيخ عبد المحسن الاحمد

أدبني الجبار - د.عبدالمحسن الأحمد

جربها ركاز حلقة 15 لذة الدعاء الشيخ الدكتور عبد المحسن الأحمد

جربها لذة التوكل على الله

السبت، يناير 22، 2011

كتاب :لاتحزن

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اليكم
كتاب :لاتحزن
لفضيله الشيخ: عائض القرني


يــا الله

{ يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } : إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت : يا الله.
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده}
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا }
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا لله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله}
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.

فكر واشكر

المعنى أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك { وان تعدوا نعم الله لا تحصوها } صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم { واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } عندك عينان ، ولسان وشففان ، ويدان ورجلان { فبأي الاء ربكما تكذبان} هل هي مسئلة سهلة أن تمشي على قدميك ، وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قطعت سوق؟! أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ، وانظرإلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام ، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول .
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعما عميمة وأفضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيش مهموما مغموما حزينا كئيب! وعندك الخبز الدافىء ، والماء البارد ، والنوم الهانىء ، والعافية الوارفة ، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة ، ومن اطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر واشكر { وفي انفسكم افلا تبصرون } فكر في نفسك ، وأهلك ، وبيتك ، وعملك ، وعا فيتك ، وأصدقائك ، والدنيا من حولك { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها }
ما مضى فات

تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر؟ قال : أكره الكذب.
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة.

يومك يومك

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد الذي لم يات إلى الان . اليوم الذي أظلتك شمسه ، وأدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعا بتأمل ، وذكرا بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحسنا في خلق ، ورضا بالمقسوم ، واهتماما بالمظهر ، واعتناء بالجسم ، ونفعا للاخرين.
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيا للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك { فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين } تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد. إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة : (يومك يومك). إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدا الاسن الحار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : لن أعيش إلى هذا اليوم. حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجرا أو فحشا ، أو سبا ، أو غيبة ، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة كتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الاخرين ، وأسدي الجميل إلى الغير ، أعود مريضا ، أشيع جنازة ، أدل حيران ، أطعم جائعا ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوبا، اكرم عالما ، أرحم صغيرا ، أجل كبيرا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ، لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الابدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غدا لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكورا.
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.



اترك المستقبل حتى ياتي

{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدامفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراحتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل

كيف تواجه النقد الاثم

الرقعاء السخفاء ستوا الخالق الرازق جل في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلأ هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها من النقد الاثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليدا!غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
اذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم "أثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، الا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الاثم المفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم!. { قل موتوا بغيظكم } بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبولأ عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلأ وأملت أملأ بعيدا.

لا تنتظر شكرا من احد

خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه ، فعبد الكثير غيره ، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلأ لأنك أحسنت إليهم { وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله } وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طرشارب هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالده كالكلب العقور ، استخفافا ، ازدراء ، مقتا ، عقوقا صارخا ، عذابا وبيلأ.
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ، ومحطمي الإرادات ، وليهنأوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه.
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدم الإحسان للغير ، وإنما يوطنك على انتظار الجحود ، والتنكر لهذا الجميل والإحسان ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.
اعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على كل حال ، ثم لا يضر غمط من غمطه ، ولا جحود من جحده ، واحمد الله لأنك المحسن ، وهو المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى { انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا } وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتؤه وتمرده { مر كان لم يدعنا الى ضر مسه } لا تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك ، أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه ، فكيف بها معي ومعك.

الاحسان الى الغير انشراح للصدر

الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ، يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من هئم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفا واسد له جميلأ تجد الفرج والراحة. اعط محرومأ ، انصر مظلومأ ، أنقذ مكروبا ، أطعم جائعأ ، عد مريضأ ، أعن منكوبا ، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك.
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذي عمرت قلوبهم بالبر وا لإحسان.
ان توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم ( ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق ) وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الاخرين لا يعلم قيامها إلأ علأم الغيوب.
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب الجميل ، غني حميد.

يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالغير ، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعمأ ولونأ وذوقأ {وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى }

أطرد الفراغ بالعمل

الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة { رضوا بان يكونوا مع الخوالف } إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
يوم تجد في حياتك فراعا فتهيا حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلأ من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي ، وانتحار بكبسول مسكن.
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية.
اذا قم الان صل أو اقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.
اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارىء فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ.
الفصل الثاني

لا تكن إمعة


لاتتقمص شخصية غيرك ولاتذب في الاخرين. إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الاخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، والإعدام للكيان وللذات.
من ادم إلى اخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء اخر لم يسبق لك في التاريخ هثال ولن ياتي مثلك في الدنيا شبيه.
أنت مختلف تمامأ عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك { قد علم كل اناس مشربهم } ، { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لاتبدل نبرتك ، لاتخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ("لا يكن أحدكم إمعة").
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ، لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزأ ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا اية من ايات الباري فلا تجحد اياته.

قضاء وقدر

{ ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبراها } ، جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ، { لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا } ، ما أصابك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية ، والمحنة منحة ، وكل الوقائع جوائز وأوسمة ("ومن يرد الله به خيرأيصب منه )" فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن ، أو خسارة مالية ، أو احتراق بيت ، فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل ، والاختيار هكذا ، والخيرة لله، والأجر حصل ، والذنب كفر.
هنيئأ لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الاخذ ، المعطي ، القابض ، الباسط ، { لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون }
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاه فلا تذهب نفسك
حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ، وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ، وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ، ويحل المتكوب { فعسى الله ان ياتى بالفتح او امر من عنده }
استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل ، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ، اذا فليهدا بالك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما كنت تحذر ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقل ("لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ").
{ ان مع العسر يسرا }
يا إنسان بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك العاني ، وينقشع الظلام { فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده } بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة ، النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة { بردا وسلما } البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ { كلا ان معي ربي سيهدين } المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلأ إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب. ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ ، وان مع العسر يسرأ.

اصنع من الليمون شرابا حلوا

الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.‍‍‍ ‍
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة ، دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.
سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصتف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ، ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذوئيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ، وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات. تكيف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا { وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم} سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن. فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك. وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى. انظر إلى الوجه الاخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح واجر .
{ من يجيب المضطراذا دعاه } من الذي يفزع اليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب وتصمدإليه الكائنات، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء ونفزع اليه في الملمات ونتوسل اليه في الكربات وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين حينها ياتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه { امن يجيب المضطر اذا دعاه } فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصر المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب { فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } ولن اسرد عليك هنا أدعية ازاحة الهم والغم والحزن والكرب، ولكن احيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت كل شيء ، وان فقدت الإيمان به فقدت كل شيء ، ان دعاءك ربك عبادة أخرى ، وطاعة عظمى ثانيه فوق حصول المطلوب ، وإن عبدا يجيد فن الدعاء حري ان لايهتم ولايغتم ولايقلق كل الحبال تتصرم الا حبله كل الابواب توصد الابابه وهوقريب سميع مجيب ، يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه { ادعوني استجب لكم } إذا نزلت بك النوازل ، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده واسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج الحرية ، وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ، مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ، بالغ في سؤاله ، ألح عليه ، إلزم بابه ، انتظر لطفه ، ترقب فتحه ، أش باسمه ، أحسن ظنك فيه ، انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح.

وليسعك بيتك

العزلة الشرعية السنية : بعدك عن الشر وأهله ، والفارغين واللأهين والفوضويين ، فيجتمع عليك شملك ، ويهدأ بالك ، ويرتاح خاطرك ، ويجود ذهنك بدرر الحكم ، ويسرح طرفك في بستان ا لمعارف.
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواءعزيز جربه أصباء القلوب فنجح ايما نجاح ، وأنا أدلك عليه ، في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر ، وإقامة لناموس الخشية ، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر ، وإنما كان الاجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخير ، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار ، اهرب بجلدك ، إبك على خطيئتك ، وأمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ، لأنك تجالس أساطين الشائعات ، وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت { لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا } اذافرجائي الوحيد إقبالك على شانك والانزواء في غرفتك إلأ من قول خير أو فعل خير ، حينها تجد قلبك عاد إليك ، فسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة ، وقلبك من القلق ، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن ، ومن جرب عرف ، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام ، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام.

العوض من الله

لا يسلبك الله شيئا إلأ عوضك خيرا منه ، إذا صبرت واحتسبت ("من أخذت حبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة") يعني عينيه (من سلبت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجتة) من فقد ابنه وصبر بنى له بيت الحمد في الخلد ، وقس على هذا المنوال فإن هذا مجرد مثال.
فلا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم.
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير {اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون } هنيئا للمصابين ، بشرى للمنكوبين.
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والاخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفيء هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، اما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوطهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلأ الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها المصا بون ما فات شىء وأنتم الرابحون ، فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن اختيار. ان على المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وضاهره من قبله العذاب } ، وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل وأعلى.
الايمان هو الحياة
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم الم









الفصل الثالث


وقفه

لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأى ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!

نعمة الألم

الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
إن الدعاء الحا يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ، ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث ، وكتلا من زبد القول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفض بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه.
وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدق لهجة ، وأعمق علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثقة المجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما في النبل ، ورموزا في التضحية ، { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياء *** فليسن تزور إلا في الظلام
والنابعه خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس:
فإنك شمس والملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لانهم تألموا.
إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بنى بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت *** فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولاتعجلاني قد تبين ما بيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التى ثارت حمما من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته.
إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف القلوب ، وتغوص في أعماق الروح لأنه يعيش الألم والمعاناة { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } .
لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى يكون حشاك في أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء فجاءت قطعا من الثلج وكتلا من الطين.
ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، لأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ، ولا ألم ولا معاناة ، { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } .
فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه ، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس ،{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج } .

نعمة المعرفة

{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } الجهل موت للضمير وذبح للحياة ، ومحق للعمر { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } .
والعلم نور البصيرة ، وحياة للروح ، ووقود للطبع ، { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه } إن السرور والانشراح ياتي مع العلم ، لأن العلم عثور على الغامض ، وحصول على الضالة ، واكتشاف للمستور ، والنفس مولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المستطرف.
أما الجهل فهو ملل وحزن ، لأنه حياة لا جديد فيها ولا طريف ، و لا مستعذب ، أمس كاليوم ، واليوم كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابحث عن المعرفة وحصل الفوائد ، لتذهب عنك الغموم والهموم والأحزان ، { وقل ربي زدني علما } ، { اقرأ باسم ربك الذى خلق} .(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه ، وهو جاهل صفر من المعرفة ، فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كاملا : { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } .
قال الزمخشري المفسر :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يا من يحاول بالأماني رتبتي *** كم بين مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي ما أشرف المعرفة ، وما أفرح النفس بها ، وما أثلج الصدر ببردها ، وما أرحب الخاطر بنزولها ، { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواهم } .

فن السرور

من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا. إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس.
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموم والأحزان ، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب ، ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين. إن على وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.
من الأصول في فن السرور : أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد ، { وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور : أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود ، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث ، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها ، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود ، وسيدها محسود ، ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
وفي الحديث : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته ، واقتناص أسبابه ، وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا.
إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
طبعت على كدر، وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
والحقيقة التي لاريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خلقت هكذا { لقد خلقنا الإنسان في كبد }

لماذا تريد أن تفهم القرأن

فهم جميل للقرآن من الشيخ عبدالمحسن الأحمد

على قدر ماتعطي القرآن للشيخ :عبد المحسن الأحمد

( 7 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

( 6 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

( 5 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

( 4 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

( 3 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

( 2 / 7 ) يا بني اركب معنا - الشيخ عبد المحسن الاحمد

1 / 7 ::: يا بني اركب معنا :: عبد المحسن الاحمد

الجمعة، يناير 21، 2011

(( القبر يناديك )) الشيخ مشعل العتيبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى الذي علا في سماواته الذي جعل الموت والحياة آية من آياته والصلاة والسلام على محمد سيد البريات وصاحب المعجزات الباهرات وعلى آله وأصحابه ألوية الصدق ونسيم الأنفس الزاكيات وبعد .
============
======
===
يقول الله عز وجل
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ
ويقول عليه الصلاة والسلام
أكثروا ذكر هاذم اللذات
============
======
===
تفكر في الموت وسكراته وصعوبة كأسه ومرارته فيا للموت من وعد ما أصدقه ومن حاكم ما أعدله كفى بالموت مقرحا للقلوب ومبكيا للعيون ومفرقا للجماعات وهادما للذات وقاطعا للأمنيات
============
======
===
يا غافل القلب عن ذكر المنيات ** عما قليل ستثوى بين أموات
فاذكر محلك من قبل الحلول به ** وتب إلى الله من لهو ولذات
إن الحمام له وقت إلى أجل ** فاذكر مصائب أيام وساعات
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها ** قد حان للموت يا ذا اللب أن يأت
============
======
===
يسعد أخوانكم في شبكة الصوت الإسلامي
أن يقدموا لكم هذه الموعظة الصوتية
بعنوان
(( القبر يناديك ))
لفضيلة الشيخ
مشعل بن غزاي العتيبي
حفظه الله

للاستماع والحفظ

يا ألله ما أجمل هذه القصة عن الصلاة - عبدالمحسن الأحمد

قصة مؤثرة جدا جدا للشيخ عبد المحسن الاحمد

موقع شامل للسنة النبوية وعلومها باللغة الانجليزية على الانترنت - موقع شبكة السنة النبوية وعلومها


افتتحت شبكة السنة النبوية وعلومها التابعة للمكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بحي الربوة بالرياض موقعها الالكتروني باللغة الانجليزية على الانترنت .
ذكر ذلك المدير التنفيذي للشبكة الدكتور محمد بن عدنان السمان وأوضح أن الموقع ينضم إلى توأمه على الانترنت وهو موقع شبكة السنة النبوية وعلومها باللغة العربية في تقديم الإسلام بوجه عام والسنة النبوية بوجه خاص والتعريف بالسيرة النبوية الصحيحة ونشر الأخلاق والآداب السليمة وتفنيد الشبهات المثارة حول السنة النبوية وإبراز الوجه الحضاري للسنة النبوية من خلال حقوق الإنسان والحديث عن البيئة والتربية والعلاقات الدولية والتربية الأسرية والتكافل الاجتماعي وذلك للناطقين باللغة الانجليزية .
وبين السمان أن الموقع يضم العديد من الأبواب التي سيستفيد منها زوار الموقع من الناطقين باللغة الانجليزية منها باب العقيدة وباب العبادة ، وتدوين السنة ، والأدعية والأذكار ، والأسرة في السنة ، والأخلاق والآداب إضافة إلى باب الإنسانية والحضارة في السنة وباب الإعجاز العلمي والتشريعي .
يشار إلى أن الموقع يشرف عليه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور فالح بن محمد الصغير ، عضو مجلس الشورى وهو يقدم العديد من الخدمات الأخرى لزواره أبرزها خطب الجمعة المترجمة والمكتبة الإسلامية وحديث يومي باللغة الانجليزية وخدمة الموضوعات الكفية والاستشارات الشرعية ويمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي :
http://www.alssunnahnet.com

هل يستويان مثلاَ ؟!


بطاقات

بوسترات