بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرحبا بكم في كن داعيا الى الله اينما حللت

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم



اما بعد



حياكم الله وبياكم وجعل الجنه مثوانا ومثواكم حياكم الله في مدونتي المتواضع التي اسال الله العلي العظيم ان يجعلها خالصه لوجهه الكريم وينفع بها الاسلام والمسلمين







الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

تهنئة من الشيخ محمد حسان بعيد الفطر المبارك

عيدكم مبارك


عيدكم مبارك



تهنئــــة :أخي الفاضل.. أختي الفاضلةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيــام وصالح الأعمال ..ثم إنه يسرنا أن نهنئكم بقدوم أيام عيد الفطر المبارك ، جعلهــا الله أيام عـــز للإسلام والمسلمينأخي الحبيب.. أختي الحبيبةمـن تــأمل أحــول الناس وعـرف كيف يـقضون أوقـاتهم، وكيف يمضـون أعمـارهم، وخـاصة أيام العيد ـ والأولى منها بالذات، علم أن أكثر الناس محرمون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت ومن هنا يسعدنا أن نشارككم فرحة هذا العيد بقطوف من بستان النصح نهديها لكم، متمثلين بذلك قول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وذلك حتى يكون عيداً سعيداً بإذن الله..
نصائح وإرشادات:ـ
في ليال العيد الأولى يكثر الازدحام والاختلاط في الشوارع والأسواق والأماكن الترفيهية، حاولوا أن تجنبوا أسرتكم مثل هذه الأماكن وفكروا كيف يمكنكم أن تغتنموا أيامكم بعيداً عن ذلك كله.ـ علموا أولادكم أن ليس معنى العيد الإسراف أو التبذير في المال والوقت، بل إن للعيد معنى أكبر من هذا بكثير، قال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال،.... وذكر منها: عن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .." رواه الترمذي.ـ قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسؤول عن رعيته" الحديث، والأبناء من أغلى المسؤوليات وأعظم الأمانات رعاية وحفظا، فحافظ على ما أتمنكم الله عليه من الأولاد واحذروا من أن تسرق أماناتكم أو تخدش أو تمس بسوء.ـ يقول الله جل وعلا {والعصر، إن الإنسان لفي خسر} ويقول الأول:الوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليكـ يضيعفإضاعة الأوقات فيما لا فائدة منه وإشغالها بمشاهدة أو حضور المحرمات أو المنكرات وأماكن اللهو وميادين العبث من أعظم التضييع لأمانة الوقت.وعند الصباح يحمد القوم السرى.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بتاريخ 15ـ 3 ـ 1420 ورقم 20856 عن حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب.... وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها؟
 فأجابة: يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ....وإذا تقرر أن أقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضاً لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءـ أختي الكريمة.. نخصك بالخطاب، كما خصك الله تعالى عن خلقه فأكرمك بالحجاب، إن تميزك الحقيقي بعفافك، وعزتك في حجابك، فلا تهتكي ستر الله عنك بيديك فتخسري بذلك الدنيا والآخرة..
مقترحات :ـ
 زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فهي سبب دخول الجنة وحصول الرحمة قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري ، وللزيارات والرحلات العائلية في العيد شعوراً خاصاً، فشمروا في مضمار الخير عسى أن يكون لكم قدم السبق فيه.ـ الرحلات البرية.. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} وهذه الرحلات ذات طابع ترويحي مميز جداً، وخاصة مع هطول الأمطار واعتدال الأجواء، بعيداً عن الازدحام والاختلاط المفسدين، وأماكن اللهو والمنكرات.ـ زيارة المسجد النبوي الشريف، وأداء العمرة في الحرم المكي، فإن ذلك من أنفع ما استغلت به الأعمار قال صلى الله عليه وسلم" .. والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، ما اجتنبت الكبائر"ـ تنتشر الاستراحات الخاصة في كل مكان بعيداً عن أجواء الازدحام والضوضاء وهي تتميز بالترفيه الجيد مع المحافظة على خصوصية العائلة التامة.ـ يمكن للإنسان أن يستغل العيد بتقديم عمل لدينه يشهد له غداً عند الله، أو بالتدرب على مهارة مفيدة حتى يكون عضواً فعالا في أمته.ضدان ما اجتمعا لطالب عزة *** شرف النفوس وراحة الأجسادـ هناك من الناس من يعيش معنا هذا العيد دون أن يعيش فرحته وذلك لأن قلبه لم يحمل نور الإسلام بعد، ماذا قدمت لهؤلاء.. وهلا مددتم لهم أيديكم لتشعلوا في ظلام أرواحهم وقلوبهم قنديل الإيمان فيبصروا السعادة الحقيقية.
أخــــيراً:
أخي العزيز.. أختي العزيزةلا تنسوا أن لكم أبناء آخرين، وإخوة آخرين، وعائلة أخرى.. يربطون بكم بأواصر هذا الدين فلا تنسوا في غمرة فرحتكم بهذا العيد أن تمدوا أيديكم لهم بالدعاء والصدقة والمعونة.والله يتولاكم ويحفظكم ويرعاكم ،،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجمعة، أغسطس 19، 2011

حب فاني

جدد حياتك بالقرآن إنشاد ياسر أبو عمار

كيف حالك مع رمضان؟ للشيخ عبد المحسن الاحمد

على مائدة شيخنا ابن جبرين رحمه الله ....مشهد أكثر من رائع

الشيخ عبد المحسن الأحمد - أين أنت من رمضان؟

وذكر - مقطع عن العشر الأواخر من رمضان

17 خطوة لاعتكاف ناجح !!


17 خطوة لاعتكاف ناجح !!
أبو الخير

هذه خطرات وخطوات كتبتها في اعتكاف العام الماضي أحببت أن أفيد بها نفسي وإخواني .. وهي مجرد تقييد لبعض ما انقدح في الخاطر في تلك الأيام الجميلة .

1. اشحن نفسك قبل الاعتكاف بأيام .. استعد له جيدا .. استمع إلى أشرطة تزيد في إيمانك وترفع همتك .. تفقه في أحكامه .. اقض كل أعمالك قبله بوقت كاف .. حتى تحضر إليه وتدخل للمعتكف وأنت صافي الذهن ليس في خلدك إلا الإقبال على عبادة ربك والخلوة والتضرع إلى الله ومناجاته.
ولاتكن مثل من حمل معه إلى المعتكف شيئا من أعمال الدنيا لينهيها أو يتابعها هناك !
أو مثل بعض المخذولين ممن يدخل للمعتكف ولازال لم ينته من أعمال العيد بعد ، حتى إذا قربت نهاية الاعتكاف وبقيت الليالي الآكد لتحري لليلة القدر خرج ليفصل ثوب العيد !

2. قبل أن تدخل الاعتكاف حدد هدفك ، هناك أهداف عامة للمعتكفين كالتفرغ للعبادة والخلوة وتربية النفس على العبادة والازدياد من الأجور وغير ذلك .
وهناك أهداف خاصة ينبغي أن تكون في ذهن المعتكف حاضرة من أول رمضان بل قبل ذلك إن تيسر ..
ومن ذلك أن يحدد الإنسان ذنوبا يعاني منها ومبتلى بها ليتضرع إلى الله في طلب التخلص منها ، وليضع خطوات عملية في تركها .
وكذلك أي يكون للإنسان هدف في المراجعة أو الحفظ أو انجاز عمل معين ، على أن لا يصرف ذلك عن المقصود الأسمى من الاعتكاف وهو التفرغ والخلوة والتضرع والانكسار بين يدي الله عز وجل .

3. لا تدخل الاعتكاف وتخرج منه ولم يتغير عندك شيء فإن كنت كذلك فهذا هو الخسران المبين ، إذ لابد من زيادة في الإيمان وإخبات وحسن خلق وتوبة وإنابة .

4. كل ساعة من ساعات اليوم بل كل دقيقة محسوبة لك أو عليك ، وذاهبة فإما في خير تملأها فيه وإما سبهللا.

5. اهتم بنظر الخالق إليك ، ولا تهتم أبدا بنظر الخلق إليك ، فلو نظرت إلى الخلق وجعلتهم في حسبانك تعبت ولم تستطع إرضائهم أبدا .
وإن جعلت نظرك خالصا للخلق سبحانه ، رضي الله عنك وأرضى عنك الناس !

6. كن مخبتا متخشعا متذللا ، اهتم بنفسك ، بعبادتك وصلاتك فحسنها وأصلحها ، بعيوبك فعالجها وانشغل بها عن عيوب الناس ، ولا تنشغل بعيوب الناس عن عيوبك .

7. لا تكثر النظر هنا وهناك في الغادي والرائح وتقول لو أن فلانا فعل كذا أو لو أن فلانا ترك كذا ، بل حسبك نفسك وليسعك معتكفك وابك على خطيئتك ، إلا إذا رأيت مخالفة أو شيئا تريد التنبيه عليه أو كنت مربيا أو إماما فبادر .. والضابط : كل شيء يقربك من ربك فافعله .

8. كل خصلة من خصال الخير تقدر عليها ولا محذور فيها ينافي الاعتكاف فافعلها .. 
• إحضارك للمساويك من البداية ليطبق الآخرون السنة في السواك عن طريقك خير عظيم .
• جلبك للتمر لتفطر الصائمين فيه يوميا خير عظيم .
• إيقاظك للآخرين وحرصك عليهم بما لا يشوش عليك وعليهم خير عظيم .
• طرحك للفوائد العلمية أو الإيمانية في أثناء وجبات الطعام خير عظيم .
• حرصك على الذكر آناء الليل وآناء النهار وفي كل وقت خير عظيم .
• كلمة تقولها لأحد إخوانك ـ لا تطيل فيها ـ وترفع فيها همته خير عظيم .

9. في الاعتكاف ينبغي أن تحرص على أن لا تتحدث في أمور الدنيا أبدا ، ولذا اجتنب محادثة الناس قدر الإمكان .. انصرف بعد الصلاة مباشرة إلى معتكفك ، لا تعط الآخرين فرصة لأن يضيعوا وقتك فيما لا فائدة منه .

10. أوقات ضائعة ، ودقائق ثمينة ، قد تفوت على بعض المعتكفين وهو لا يشعر .. تلك هي أوقات الانتقال من مكان إلى مكان في المسجد أو وقت الإفطار ..أو وقت الذهاب لدورات المياه والرجوع منها .. هذه الأوقات ومثلها معها..لا تفوت عليك بل استغل كل ثانية بالذكر والاستغفار.

11. ليكن شعارك في الاعتكاف ـ خاصة في الأوقات التي تجتمع فيها مع إخوانك ـ ( قل خيرا أو اصمت ) .. إن لم تجد خيرا تقوله فالصمت أولى بل ربما يكون أحيانا أولى وأفضل من بعض الخير ، وفيه تربية للنفس لا تخفى ، احرص على أن تكون صامتا طوال اليوم إلا من ذكر الله وما والاه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بكلام لو عده العاد لأحصاه ، هذا في أيامه العادية فكيف في الاعتكاف ؟

12. الاعتكاف فرصة للنفس للتقلل من الطعام ، بل هو فرصة للتعود على الزهد .. ما رأيك لو جعلت لنفسك يوما أو يومان أو ثلاثة لا تأكل فيها شيئا مما مسته النار ، بل هما الأسودان ، التمر والماء ؟
إنك لو عزمت على نفسك وحزمت أمرك لاستطعت ذلك طوال العشر ، ولم لا، فقدوتك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم (كان يمر عليه الهلال تلو الهلال تلو الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار .. ما طعامكم قالت : الأسودان التمر والماء )
إن في التقليل من الطعام .. ترقيق للقلب ، وإغزار للدمعة ، ونشاط في العبادة ، وخفة في النوم ، ومن جرب عرف .

13. اتخذ لنفسك في المسجد مكانا قصيا .. واجعل له مكانة وحرمة عند الآخرين ، كيلا يدخلوا عليك في أي وقت فيفسدوا عليك عبادتك وخلوتك بربك .

14. نوع في العبادة ، لا تمنع نفسك من أي عبادة ترغبها ، والوقت يناسبها ، ولا تجبر نفسك على الانتقال من عبادة أنت فيها إلى عبادة أخرى لم تقبل النفس عليها بعد .
إذا كنت تقرأ القرآن مثلا وحضرت لديك فترة تدبر وتفكر .. فتوقف عن القراءة وعش في أرجاء ما تتفكر فيه .. إن كنت تقرأ عن الجنة فعش في نعيمها وتقلب فيه ، واطعم من ثمارها وانقل نفسك في جميع أوصافها التي ذكرها الله أو ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم تأمل كثيرا ما الذي يوصلك إليها .
وإن كنت تقرأ عن النار .. فتوقف كذلك .. وعش في عذاب النار ومثل نفسك يقلب وجهك فيها وتسحب على وجهك وتجر من قدمك وتأكل من زقومها وتشرب من حميمها ، وترجو الخروج منها أو التخفيف ولو يوما واحدا ، ثم تأمل ما الذي ينجيك منها .
عش بين الرجاء والخوف .
أو إن كنت تقرأ في الحساب العسير وعن ظهور الذنوب التي لم تحتسب وعن شهادة الأعضاء فعش معها كذلك .. وتذكر ذنوبك واحدا واحدا ـ إن استطعت أن تعدها ـ .
ثم اعزم على التوبة ولا تتردد !!
وأيم الله ، لو ذهبت ليلتك كلها في مثل هذا لم يكن كثيرا !! بل هو خير ـ وربي ـ من قراءة القرآن هذا كهذ الشعر ،لا نقف عند شيء منه ولا يتحرك شيء منا .. ولا يزداد إيماننا .
والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمضى ليلة كاملة في ترداد قوله تعالى ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
وأبو حنيفة رحمه الله أمضى ليلة كاملة في قراءة سورة الزلزلة والتفكر فيها حتى أصبح .
وإن رأيت نفسك مقبلة على الصلاة فأقبل عليها وإن رأيتها مقبلة على الذكر والتفكر فيه فلا تردها ، وهكذا .. اجعلها تتقلب في أعمال الخير .. ومن خير إلى خير .. لكن انتبه لا يذهب وقتك في الهواجيس ، فالهواجيس أصحابها مفاليس كما قال ابن القيم رحمه الله .

15. تعرف على أسرار الاعتكاف ، واكتشف كل يوم سرا جديدا ، فله أسرار عظيمة ، لئن وجدتها لتشعرن بما قاله السلفي قبلك \" إنه ليمر علي أوقات يرقص فيها القلب طربا \" 
وأقول \" إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه ،إنهم لفي عيش طيب \"
- تعرف على أكثر على عظمة الله جل وعلا .. وتفكر في آلائه واعرف \" وماقدروا الله حق قدره \"

16. الاعتكاف خلوة .. الاعتكاف انقطاع عن الدنيا .. وعن محادثة الناس ..
ومن هنا ..
لتعلم أن الجوال عدو الاعتكاف الأول ، فهو والله مصيبة من المصائب يوم يصرفك عن طاعة الله ، أو يشغل ذهنك في شيء من زينة الحياة الدنيا .. أو يقطع سياحتك في العالم العلوي .. أو يفسد عليك لذة خلوة ومناجاة لو جمعت الدنيا كلها لتحصل عليها ما استطعت !
وهو الله مصيبة ، ومصيبة أعظم في حق المعتكف ، أن ترى الواحد من الناس قد نشر كتاب الله بين يديه ، يتلوه ويقرأه ،أو رفع يديه متضرعا بين يدي الله سبحانه وقد وضع الجوال بجانبه .. يرد على أي اتصال ويقرأ كل رسالة واردة وصادرة ، ويزعم أنه لا يستطيع الاستغناء عن الجوال .
ولو سألته .. أين أنت قبل عشر سنين أو تزيد يوم لم تكن جوالات ؟
هل تغير شيء ؟
ولذا .. الحل السهل الممتنع عند كثير من الناس هو الإقفال التام ، وعدم فتحه إلا لبر والدين ، أو قضاء ضرورة ملحة .
لكن أين من يستطيع ؟؟ 

17. في العشر الأواخر من رمضان .. تعظم الأجور وتضاعف الحسنات ، ولذا فمن المهم أن يحرص الإنسان على أن لا تفوته أي سنة يستطيع تطبيقها .
ومن ذلك : 
• التبكير إلى الصف الأول .
• التواجد قبل الأذان في الصف ليتحقق انتظار الصلاة .
• احتساب الرباط بين الصلوات .
• الدنو من الإمام .
• الحرص على ميامن الصفوف .
• الحرص على الركعتين بعد كل وضوء .
• البقاء على طهارة ووضوء دائمين .
• الحرص على السواك خصوصا في مواطن الاستحباب كقبل الوضوء وقبل الصلاة وبعد النوم وغير ذلك .
• التبسم للمسلمين ومصافحتهم .
• المساعدة في تنظيف المسجد على أن لا يشغل عن المقصود الأسمى وهو التفرغ والخلوة .

وأخيرا .. هي مقترحات ومن شاء زاد وبدل وغير .. وما أجمل أن نجمعها كلها في ( الصدق مع الله في الاعتكاف ) !!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..

قبل أن يرحل رمضان


قبل أن يرحل رمضان
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
 دع البكاء على الأطلال والدار *** واذكر لمن بات من خل ومن جار
وذر الدموع نحيباً وابك من أسف *** على فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ماجعلت *** إلا لتمحيص آثام وأوزار
يالائمي في البكاء زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأخبار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانت القاري
وداعاً يا شهر يا رمضان ! وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان ! وداعاً يا ضيفنا الراحل ! مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ، عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ، ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق : ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق . اهـ فما أحرانا بتدبّر قوله ، وفعل يطفيء حرارة الوداع .
أيها الشباب قبل أن تُشيعوا ضيفكم الميمون عودوا إلى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدّمتم بين يديه ؟ وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان ؟ هاتفني شاب في رمضان بعد سماع إحدى المواعظ وحدثني في الهاتف حديث طويل أذكر من قوله : أشعر من حديثكم أنكم تشعرون بفقد الشهر ، وتتحسّرون على فوات أيامه ؟ فلماذا أنا لا أشعر بذلك ؟ وبعد حديث طويل عن سر فقد الفرحة في قلب من يحاورني قال لي : عفواً أخي في شهر رمضان أسررت المعصية ، وتجاهلت الطاعة ، وكم هي المرات التي لا أشهد فيها صلاة التراويح ، وإن شهدتها فصورة بلا معنى ، وحركات بلا روح ، القرآن عهدي به من زمن بعيد ، وقد حاولت أن أمد يدي إليه مع جملة الذاكرين لكن نفسي حبستني عن الاستمرار وهاأنا لا زلت في بدايته إلى اليوم . أما المعصية فتدفعي لها نفسي دفعاً حتى أنني واقعت أنواعاً من المعاصي مراراً في شهر رمضان فعيني تخطّت ستار المعروف واجتالت في حرمات الله تعالى ، وأذني أبت إلا أن تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ماحرم الله ، ونفسي التي بين جنبيّ جاهدتها كثيراً فكابرت ومانعت واستعصت علىّ ، بل ما زالت بي حتى أوقعتني في الفاحشة ........... ومازال يحدّث حتى أنهار باكياً ، واستعبر أمامي في البكاء ، وأخذ يردد أثناء حديثه أخشى أن لا أكون ممن غفر الله لهم ، أو تقبّل منهم ، أخشى أن يختم الله لي بخاتمة السوء ! فأصبح أسير أحزاني ! أنا لست وحيداً في طريق اليأس فكثير من الشباب أمثالي ، فما زلت به أخفف عنه هذه الآلام حتى عاد يسمع حديثي من جديد فقلت له أخي الشاب لازال في الأمل فسحة ، وفي الوقت بقية ، والعبرة بالخواتيم . وأنا وإياك نشهد هذه العشر المباركة فهل يمكن أن تضع يدي في يدك وتعاهدني على المسير فقال أي والله مسير يعيد لي الفرحة والبسمة في حياتي من جديد لم لا أقبل به ؟ ولما لا أعيشه وقد عشت كل معاني الحرمان في المعصية والدأب عليها ؟ فقلت له أقبل حفظك الله إلى حديث ، أرعني سمعك ، وجُد علىّ بشيء من وقتك فعندي سر السعادة التي تنتظرها ، عندي لك قول الله تعالى : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) دواء للمنكسرين من أمثالك لكن بشرطها الوحيد : التوبة الصادقة التي رأيت من آثارها أثر الدموع بين عينيك . وعندي لك قول رسولك صلى الله عليه وسلم : (( لله اشد فرحاً بتوبة عبده عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة قاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح . متفق عليه من حديث أنس . إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك إذ هذه الأيام هي الخاتمة ، وهي سر الشهر ، وأفضل أيامه على الإطلاق ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشد المئزر )) ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . هذه الليلة العظيمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه )) متفق عليه من حديث أبي هريرة . وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر حين قال صلى الله عليه وسلم : (( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )) أقبل على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً ، تزوّّد فيها بالطاعات ، احرص على الفريضة مع الإمام والله الله أن يشهد الله عليك أو حتى أحد من خلقه تخلُفاً عن الجماعة بنوم أو كسل ، إلزم النافلة القبلية والبعدية ، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين ، ولا زم فيها دعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين . أكثر من قراءة القرآن ، ونوّّع في القراء مابين حدر وترتيل ، ولتكن عنايتك بالتدبّر لآيات القران الكريم فإن في ذلك خير كثير . قم برعايتك والديك وقبّل رأسهما كل مساء ، والزمهما بالطاعة والبر فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان . صل أرحامك ، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم . وإنني إذ أدعوك إلى التمعّّّن في هذه الأحاديث إنما أدعوك للتحرر من الكسل واستقبال الآخرة ، والإقبال على عشر رمضان الأخيةر ففيها بإذن الله تعالى سر السعادة المرتقبة التي تبحث عنها ، وإنما حين أقرر لك أن هذا هو طريق السعادة آمل منك أن تجرّب هذا الطريق ولن تجد أجمل منه ولا أسعد على وجه هذه الحياة ، وهؤلاء الذين تراهم في مجتمعك تبرق أسارير وجوههم يالاستقامة هم كانوا مثل ما أنت فيه الآن من الحيرة والاضطراب ، والهم والغم ، وخاضوا هذه التجربة في بداية حياتهم وحينما وجدوا المفقود والسر الغائب في حياتهم قرروا التوبة ، وهم اليوم وكل يوم يرددون قول القائل : والله إنها لتمر بي ساعات يرقص فيها القلب فرحاً من ذكر الله . ويلهجون بقول الله تعالى : (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) وفقك الله وسدد خطاك وعلى طريق الخير بإذن الله تعالى نلقاك .

همسات العشر تقول ..


همسات العشر تقول ..
عبد الله بن سعيد آل يعن الله
 
الحمد لله الكريم الوهاب ، خلق خلقه من تراب ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، الذين آمنوا وهُدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد. 

نحن في شهر كثيرٌ خيره ، عظيم بره، جزيلة ُ بركته ، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم ، والشهر شهر القران والخير وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد ، لا نظير له ولا مثيل. 

وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وها نحن ننتظر أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمن الله تعالى بها على عباده بالعتق من النار، وها نحن الآن في هذه الأيام ننتظر العشر المباركات وهمساتها تقول :- 

ها أنا العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت ، ها أنا خلاصة رمضان ، و زبدة رمضان ، و تاج رمضان. 

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحيي لياليَّ بالصلاة والذكر والقيام ويوقظ أهله شفقة و رحمة بهم حتى لا يفوتهم هذا الخير في لياليَّ ـ وكان يشدُّ مئزره من أجلي أي يعتزل نساءه في هذه الليالي لإشتغاله بالذكر والعبادة فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيى ليله وأيقظ أهله وشد مئزره0 

همسات العشر تقول  ... 

ضاعفوا الإجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر  ... أكثروا من تلاوة القرآن  ... أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من تفطير الصائمين  ... ففي صحيح مسلم أن رسول الله كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها0 

همسات العشر تقول  ... 

اطلبوا تلك الليلةِ الزاهية ، تلك الليلة البهية ، ليلة العتق والمباهاة ، ليلة القرب والمناجاة  ... ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، ليلة خير من ألف شهر  ...
أطلّّي غُرّةَ الدهرِ .. أطلي ليلةَ القدرِ
أطلي درّةَ الأيام مثلَ الكوكب الدرّي
أطلّي في سماء العمر إشراقاً مع البدرِ
سلامٌ أنتِ في الليل وحتى مطلعِ الفجرِ
سلامٌ يغمرُ الدنيا يُغشّي الكونَ بالطهرِ
وينشرُ نفحةَ القرآنِ والإيمانِ والخيرِ
لأنكِ منتهى أمري فإني اليوم لا أدري
فأنتِ أنتِ أمنيتي.. لأنك ليلة القدرِ
فاجتهدوا لهذه الليلة التي من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما في البخاري من حديث أبي هريرة  ... 

فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية ، ويا أسفى على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة  ... 

وحتي تضمنوا قيام ليلة القدر والفوز بها اجتهدوا وشمروا في كلِّ لياليّ  ... فحبيبكم صلى الله عليه وسلم يقول : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) رواه البخاري ... وقد خصَّها الرسول في الأوتار فقال 
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري 0 

قال الله ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) 

همسات العشر تقول  ...
يا أيها الراقـد كـم ترقـد *** قم يا حبيبا قد دنا الموعدُ
و خذ من الليل وساعاته *** حظا إذا هــجع الـرُّقَـــُد
لا تتركوني من دون القيام  ... 

اتركوا لذيذ النوم ، وجحيم الكسل ، وانصبوا أقدامكم في جنح لياليّ ، وارفعوا هممكم ، وادفِنوا فتوركم ونافسوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا أصحاب تقىً وقيام ... 

قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) 

فاغتنموني فإن ليلة القدر تستحق التضحية والإجتهاد  ... . 

همسات العشر تقول  ... 

ارفعوا عنكم التنازع والخصام فإنها سببٌ في منع الخير وخفائه ففي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى " أي تخاصم وتنازع " رجلان من المسلمين، فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت ) رواه البخاري 0 

همسات العشر تقول  ... 

أحيوا فيَّ سنة الإعتكاف ، فإن هذه السُنَّة بلسمٌ للقلوب ، ودواءٌ لآفاته ، وقد قال ابن القيم رحمه الله ( الاعتكاف هو عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلاً من أنسه بالخلق فيعده بذلك بأنسه به يوم الوحشة في القبور حيث لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم ) 

فيا من هجر الإعتكاف  ... 

أحيوا هذه السنة العظيمة في مساجدكم  ... 

فهذه السنة سبب في تعويد وتربية النفس على الإخلاص لأنك في معتكفك لايراك أحد إلا الله جل وعلا ، فالإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأنت في معتكفك تصلي وتصوم وتذكر الله جل وعلا وتقرأ القرآن فبذلك تربي نفسك على الإخلاص  ... 

وهذه السنة تربي النفس على التخلص من فضول الكلام والطعام والنوم والخلطة وتعويد النفس على ذلك ... 

وكذلك سبب في تربية النفس على قيام الليل وقراءة القرآن والاستغفار والذكر والمناجاة ... وتقوية الصلة بالله تعالى واللجوء إليه ومناجاته  ... والتفكر والتعود على الاستخدام الأمثل لنعمة العقل وخاصة في زمن الفتن والمحن  ... وكذلك سبب في مراجعة النفس ومحاسبتها في أمور الدين والدنيا في أمور العبادة وغيرها  ... كذلك سبباً في تربية النفس على الاستخدام الأمثل للوقت وعدم تضييع الثواني فضلاً عن الدقائق والساعات  ... وكذلك سببا مباشر في تعويد النفس على الصبر ومجاهدة النفس وتأديبها على معالي الأمور  ... 

فالزموا هذه السنة العظيمة ، وتخلصوا من الآفات التي يتعرض لها بعض المعتكفين من فضول الكلام والأكل والشرب والنوم والخلطة  ... 

همسات العشر تقول  ... 

ما جئتكم لتجعلوني موسماً لملء بطونكم بأصناف الطعام والشراب .. ولا جئتكم لتجعلوا ليلي نهاراً، ونهاري ليلاً ، وتقطّعوا ساعاتي الثمينة باللهو واللعب، والنظر إلى ما حرم الله وتقطيع الوقت في المنتزهات وغيرها.. ! 
 ... فأدركوا الحكمة من مجيئي إليكم . . 

همسات العشر تقول  ... 

أيها المسلمون : إني لم أكن في يوم من الأيام وقتاً للنوم والبطالة وملء البطون والنوم والكسل إلا في هذه الأزمنة المتأخرة .. 
فهلا رجعتم إلى تأريخ أسلافكم العظام لتروا ما صنعوا في الأيام التي قبلي  ... فلا تنسوا معركة بدر ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .. ولم تكن هذه البطولات والانتصارات لتتحقق في أرض الواقع ، لو لا أنها تحققت أولاً في نفوس أولئك المؤمنين ، على أهوائهم وشهواتهم فمتى انتصرتم أيها المسلمون اليوم على أنفسكم وأهوائكم، نصركم الله على أعدائكم ، وعاد لكم عزكم ومجدكم المسلوب .. 

همسات العشر تقول  ... 

لا تفسدوا صفو لياليَّ ببعضَ المعكرات التي تثيرُ الأشجان ... وتجلبُ الأحزان  ... وتؤنبُ الضمائر  ... وتقلقُ الخواطر  ... فلقد اعتكف بعض الناس في لياليَّ في الأسواق التي قد ضاقت بها النساء وتهافتوا على المراكزِ التجارية ومسابقاتِها  ... 

فلماذا لم يجد الناس أوقاتاً غير أوقاتي الفاضلة  ... 

أم أن العادة فرضت نفسها على ضعفاء البشر  ... 

فيمكنك أن تشتري ملابس العيد وأغراضه في شهر شعبان ، حيث الأسعار مناسبة ، والأعداد قليلة !! فتقضي حوائجك دون أن تخسر كثيرا أو أن تضيع وقتا فاضل ... 

همسات العشر تقول  ... 

أيقظوا قلوبكم من النوم عن صلاة الظهر وصلاة العصر  ... ولاتجعلوا القيام مندوحة ً لكم في ذلك  ... فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون  ... 

همسات العشر تقول  ... 

من ذهب لبيت الله الحرام فليحفظ بصره من فتن النساء التي كثرت في المسجد الحرام والله المستعان  ... وإن خشيت على نفسك فالبقاء في بيتك أولى وأفضل  ... 

وكذلك أهمس في أذن كلِّ أبٍ رءوم وأقول له اتق الله عز وجل عند ذهابك أنت وأسرتك إلى مكة  ... ولا تفلت القيد لأهلك  ... لأنه قد يذهب بعضهم لأغراض سيئة لا يحمد عقباها  ... 
فكم من أبٍ قد ابتلَّ خدُّه من الدموع ، وبعض أبناءه في لجج المعاصي في أسواق مكة وما جاورها  ... 

فالمصلحة المصلحة ابحثوا  ... وكلُّ إناءٍ بما فيه ينضح 

همسات العشر تقول  ... 

استغلوني  ... فقد ذهب الكثير من رمضان  ... ولا يعلم أحدٌ منكم هل سيصوم هذا الشهر في أعوامه القادمة أم سيكون في حفرة مظلمة من فوقه تراب ومن تحته تراب وعن يمينه تراب وعن شماله تراب  ... 

همسات العشر تقول  ... 

استودعكم الله التي لا تضيع ودائعه  ... وقد لا ألتقي بكم في أزمنة قادمة  ... 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ... 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد  ... 


المرجع :: صيد الفوائد

د العريفي واهل اليمن

الأحد، أغسطس 14، 2011

الشيخ في المرقص


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



المصدر / كتاب في بطن الحوت
د. محمد العريفي
قال لي : كان في حارتنا مسجد صغير يؤم الناس فيه شيخ كبير .. قضى حياته في الصلاة والتعليم .. لاحظ أن عدد المصلين يتناقص .. كان مهتماً بهم .. يشعر أنهم أولاده .. ذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم : ما بال أكثر الناس .. خاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه .. فأجابه المصلون : إنهم في المراقص والملاهي .. قال الشيخ : مراقص !! وما المراقص ؟ فقال أحد المصلين : المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة .. تصعد عليها الفتيات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن .. قال الشيخ : أعوذ بالله .. والذين ينظرون إليهن مسلمون .. قالوا : نعم .. فقال بكل براءة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يجب أن ننصح الناس .. قالوا : يا شيخ .. أتعظ الناس وتنصحهم في المرقص ..؟ فقال نعم .. ثم نهض خارجاً من المسجد .. وهو يقول : هيا بنا إلى المرقص .. حاولوا أن يثنوه عن عزمه .. أخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء .. وسينالهم الأذى .. فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم !! ثم أمسك الشيخ بيد أحد المصلين .. وقال : دلني على المرقص .. مضى الشيخ يمشي .. بكل صدق وثبات .. وصلوا إلى المرقص .. رآهم صاحب المرقص من بعيد .. ظن أنهم ذاهبين لدرس أو محاضرة .. فلما أقبلوا عليه .. تعجب .. فلما توجهوا إلى باب المرقص .. سألهم : ماذا تريدون ؟ قال الشيخ : نريد أن ننصح من في المرقص .. تعجب صاحب المرقص .. وأخذ ينظر إليهم .. واعتذر عن قبولهم .. أخذ الشيخ يساومه .. ويذكره بالثواب العظيم .. لكنه أبى .. فأخذ يساومه بالمال ليأذن لهم .. حتى دفعوا له مبلغاً من المال يعادل دخله اليومي .. فوافق صاحب المرقص .. وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي ! فلما كان الغد والناس في المرقص .. وخشبة المسرح تعج بالمنكرات .. والشياطين تحف الناس وتصفق لهم .. وفجأة أسدل الستار .. ثم فُتح .. فإذا شيخ وقور يجلس على كرسي .. دُهش الناس .. وتعجبوا .. ظن بعضهم أنها فقرة فكاهية .. بدأ الشيخ بالبسملة .. والحمد لله .. والثناء عليه .. وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم بدأ في وعظ الناس .. نظر الناس بعضهم إلى بعض .. منهم من يضحك .. ومنهم من ينتقد .. ومنهم من يعلق بسخرية .. والشيخ ماض في موعظته لا يلتفت إليهم .. حتى قام أحد الحضور .. وأسكت الناس .. وطلب منهم الإنصات .. بدأ الهدوء يحيط بالناس .. والسكينة تنزل على القلوب .. حتى هدأت الأصوات .. فلا تسمع إلا صوت الشيخ .. قال كلاماً ما سمعوه من قبل .. آيات تهز الجبال .. وأحاديث وأمثال .. وقصص لتوبة بعض العصاة .. وأخذ يدافع عبراته ويقول .. يا أيها الناس .. إنكم عشتم طويلاً .. وعصيتم الله كثيراً .. فأين ذهبت لذة المعصية .. لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء .. ستسألون عنها يوم القيامة .. سيأتي يوم يفنى فيه كل شيء إلا الله الواحد القهار .. أيها الناس .. هل نظرتم إلى أعمالكم .. والى أين ستؤدّي بكم .. إنكم لا تتحملون النار في الدنيا .. وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم .. فبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان .. وبدا الشيخ متأثراً وهو يعظ .. كانت كلماته قد خرجت من القلب .. فوصلت إلى القلب .. بكى الناس .. فزاد في موعظته .. ثم دعا لهم بالرحمة والمغفرة .. وهم يرددون : آمين .. آمين .. ثم قام من على كرسيه .. تجلله المهابة والوقار .. وخرج الجميع وراءه .. - نعم الجميع - .. وكانت توبتهم على يده .. عرفوا سرَّ وجودهم في الحياة .. وما تغني عنهم الرقصات واللذات .. إذا تطايرت الصحف وكبرت السيئات .. حتى صاحب المرقص .. تاب وندم على ما كان منه ..