بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرحبا بكم في كن داعيا الى الله اينما حللت

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم



اما بعد



حياكم الله وبياكم وجعل الجنه مثوانا ومثواكم حياكم الله في مدونتي المتواضع التي اسال الله العلي العظيم ان يجعلها خالصه لوجهه الكريم وينفع بها الاسلام والمسلمين







الأربعاء، يونيو 01، 2011

أَخْـلَاقُ الكِبـــَـــار1


 
أَخْـلَاقُ الكِبـــَـــار
أصل هذا الرسالة : موضوع في ملتقى أهل الحديث , من إعداد فضيلة الشيخ : فهد الجريوي  
                                                                           نقل وتنسيق :  [ هِمَّة]..
الموقف الأول من أخلاق الكبار موقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع أعدائه وهو مذكور في الفتاوى :

يقول بعد أن حث على الألفة والمحبة وعدم الفرقة : ( وأول ما أبدأ به هذا الأصل ما يتعلق بي فتعلمون رضي الله عنكم أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين فضلاً عن أصحابنا بشيء أصلاً لا باطناً ولا ظاهراً ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلاً بل هم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف ما كان كل بحسبه ، و لا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهداً مصيباً أو مخطئاً أو مذنباً ، فالأول مأجور مشكور ، والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين ، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل كقول القائل : فلان قصر ، فلان ما عمل ، فلان أوذي الشيخ بسببه ، فلان كان سبب هذه القضية ، فلان كان يتكلم في كيد فلان ، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان ، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله) .

الموقف الثاني : من أخلاق الكبار أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء:

 كان بين حسن بن حسن ، وبين ابن عمه علي بن الحسين ( ابنا علي بن أبي طالب ) شيء ، فما ترك حسن شيئاً إلا قاله ، وعليّ ساكت ، فذهب حسن ، فلما كان في الليل ، أتاه علي ، فخرج ، فقال علي : يا ابن عمي إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك ، والسلام عليك . فالتزمه حسن ، وبكى حتى رثي له  .

الموقف الثالث من أخلاق الكبار أورده ابن عبدالبر في التمهيد :
( اختلف زيد ابن ثابت وابن عباس ، هل الحائض تخرج بدون طواف وداع أم لا ؟ فقال ابن عباس : تنفر ، وقال زيد : لا تنفر . فدخل زيد على عائشة فسألها فقالت : تنفر . فخرج زيد وهو يبتسم ويقول لابن عباس ما الكلام إلا ما قُلتَ أنت)
قال ابن عبدالبر هكذا يكون الإنصاف ، وزيد معلم ابن عباس ، فما لنا لا نقتدي بهم ، والله المستعان .
استفدت هذا الموقف من مقالة كتبها أخي الحبيب الشيخ الدكتور عمر المقبل .

الموقف الرابع : قال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن (1 / 248) :
أخبرني محمد بن قاسم العثماني غير مرة: وصلت الفسطاط مرة، فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري، وحضرت كلامه على الناس، فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه: إن النبي صلَّى الله عليه وسلم طلق وظاهر وآلى، فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله في جماعة، فجلس معنا في الدهليز، وعرفهم أمري، فإنه رأى إشارة الغربة ولم يعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه، فلما انفض عنه أكثرهم قال لي: أراك غريبا، هل لك من كلام؟ قلت: نعم. قال لجلسائه: أفرجوا له عن كلامه. فقاموا وبقيت وحدي معه. فقلت لهحضرت المجلس اليوم متبركا بك، وسمعتك تقول: آلى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم - وصدقت، وطلق رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم- وصدقت.
وقلت: وظاهر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - وهذا لم يكن، ولا يصح أن يكون؛ لأن الظهار منكر من القول وزور؛ وذلك لا يجوز أن يقع من النبي - صلَّى الله عليه وسلم -. فضمني إلى نفسه وقبل رأسي، وقال لي: أنا تائب من ذلك، جزاك الله عني من معلم خيراثم انقلبت عنه، وبكرت إلى مجلسه في اليوم الثاني، فألفيته قد سبقني إلى الجامع، وجلس على المنبر، فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته: مرحبا بمعلمي؛ أفسحوا لمعلمي، فتطاولت الأعناق إليّ، وحدقت الأبصار نحوي، وتعرفني: يا أبا بكر يشير إلى عظيم حيائه، فإنه كان إذا سلم عليه أحد أو فاجأه خجل لعظيم حيائه، واحمر حتى كأن وجهه طلي بجلنار قال: وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي ويتدافعوني حتى بلغت المنبر، وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض، والجامع غاص بأهله، وأسال الحياء بدني عرقا، وأقبل الشيخ على الخلق، فقال لهم: أنا معلمكم، وهذا معلمي؛ لما كان بالأمس قلت لكم: آلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - وطلق، وظاهر؛ فما كان أحد منكم فقه عني ولا رد علي، فاتبعني إلى منزلي، وقال لي كذا وكذا؛ وأعاد ما جرى بيني وبينه، وأنا تائب عن قولي بالأمس، وراجع عنه إلى الحق؛ فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه. ومن غاب فليبلغه من حضر؛ فجزاه الله خيرا؛ وجعل يحفل في الدعاء، والخلق يؤمنون.
علّق ابن العربي قائلاً:
فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدين المتين، والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ من رجل ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته، لغريب مجهول العين لا يعرف من ولا من أين، فاقتدوا به ترشدوا